سيزيف فلس وطين بقلم عماد إيلاهي

سيزيف فلس و طين

أيا أبا ابراهيم،
يا ابن الحجارةِ في الليالي العاتياتْ،
تسيرُ وحدَك،
والرصاص حولَك كالذئابِ الكاسراتْ،
تُثقلُكَ صخرةُ الوعدِ القديم،
فترفعُها فوق القنابل
والنواسف الماحقات،
وتحملُها،
كأنَّ جبالَ الأرضِ تثقلُ كاهليك،
وتَغدو لها تاريخَ عمرٍ،
وتَنسجُها قصائدَ للوتين.
تخط فيها وعد حق ...
من مجاعات فلس و طين ..
تخط فيها الف ويل ..
من رفاة الهالكين ..
تخط فيها الف وعد ..
من ضمير الضائعين ..
"الحاملين على الكواهل ..
من مجاعات السنين ..
آثام كل الخاطئين"

تعودُ كما يُبعثُ النخلُ من رمادِه،
كما ينشقُّ برعمٌ من صقيعْ،
كأنكَ شمسٌ جديدةٌ
تخرجُ من قلبِ الظلامِ،
بلا ربيعْ،
تَذوقُ ألمَ الطريقِ الذي لا يُفضي ...
الا الى وطن منيع،
حيثُ الحلمُ كجسدٍ شجيعْ،
ولكنك، يا أبا ابراهيم،
تُدركُ أنَّ المسيرَ طريق لا يعود الذاهبون،
فتمضي على حِدّةِ جرحِكَ،
تُوقظُ في الأرضِ أحلامَ كل الضائعين.

أيا أبا ابراهيم، عفوا ...
فخلفَ كلِّ صخرةٍ تُولدُ شجرةُ من أمل،
كأنَّ الأرضَ تُحيي بنزيفِكَ القاني ...
قصةً تغدو للدهرِ ...
مثلَ الذهب على أحداق المُقل،
فحين تَشُدُّ العضد .. بسلك من نحاس
وترتفعُ على الأفقِ كالنسرِ المُهابْ،
تُراودُ السماءَ أن تَهبكَ صُبحًا بلا نجاس،
ولكنَّ الطريقَ دمٌ وحجرٌ،
وأنتَ العُمرُ، صانعُه الرجاءِ.

تلكَ الصخور المتناثرات ..
حزنُ وطنٍ شريدٍ،
وجوعٌ للسماء و القنابل نازلات ،
تُعيدها كلَّ مرّةٍ في انكسارٍ مهيبٍ،
وتتركها حُرقةً للعواءْ،
كأنَّها قلبٌ مطرودٌ من الحريةِ،
قافلةٌ تَضيعُ دون انقضاءْ،
فأنتَ وحدكَ سقيتنا الأملَ،
وتزرعُ في الصخرِ، برعمَ للبقاءْ،
تُريدُ الحياةَ، 
وكلُّ الطرقِ أمامكَ تقودُك للسجونْ...

عماد إيلاهي 
#احتراق
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي