مدائن التيه بقلم عماد إيلاهي


أيا زمنًا غامضًا كالضبابِ
تعيدُ المسافرَ دونَ جوابِ
تحاصرُنا فيكَ جدرانُ صمتٍ
ويغرقُ فيكَ حنينُ العتابِ

أأدري أنا مَن أكونُ، وأينَ؟
وهل لي سُؤالٌ بوجهِ التباب؟
نسيرُ كأشباحِ مدنٍ عقيمةٍ
تهيمُ بلا هدفٍ في إغتراب

نغنّي بليلِ المدى في جفاءٍ
كأنَّ الحروفَ عزاءُ الغيابِ
ونحيا على هامشِ الريحِ خُفَّا
كنبضٍ تلاشى ببحرِ الضبابِ
تمدُّ المدنُ لنا من شقوقِ
وجوهٍ كئيبةٍ وملامحَ ناب
ولا شيءَ يبقى سوى ضجّةٍ
وهمسٍ كسيرٍ ونبضٍ يعابِ

تُعانقنا الشّمسُ لكنْ بعيدًا
تُطلُّ وتغفو كوجهٍ غرابِ
كأنّا نجاري مصيرًا ثقيلًا
كموجٍ يجوبُ شواطئَ بالسراب

فنحيا فرادى بليلٍ طويلٍ
وليس لنا غيرُ ذِكرى اليباب
إذا بانَ نجمٌ بقلبِ السماء
رأيناه طيفًا من هباب
أيا زمنًا غرّبَ الروحَ حتى
غدونا كغيمٍ، شظايا اغتراب
أتبقى الحياةُ على بُعدِ ضوءٍ
ويغلقُ في وجهنا ألف باب ؟

عماد إيلاهي
#احتراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي