احتراق بقلم عماد ايلاهي
نسيمُ اللّيالي يُعيدُ صداكِ إلى مسمعي .. أيا حبَّ قلبي، وداعَ الصّباحِ مضيتِ، وخلّفتِ حزني وراكِ تمرُّ الشوارعُ، وأنتِ الشّجى كظلٍّ توارى على مُنتهاكِ كأني أطاردُ خلفي سرابًا كأنّي أسافرُ نحو الهلاكِ فكم غادَرَتْنا قوافلُ ودٍّ وسالت دموع الصّبرِ ... اشتياقِ ألوذُ بذّكرى بليلِ ركين .. فتنساب روحي .. الى ملتقاك .. فهل كان حبُّكِ مكرا من الوقت؟ وهل كان يحتال بي في رؤاكِ؟ أيا ودَّ قلبي، عُبورَ الضياء بموجٍ تكسّرَ تحتَ خطاكِ إذا ما مضيت في ذكرياتي فمنْ لي بدمعٍ حزينٍ سواكِ؟ ومن لي إذا ضجّتِ النّارُ حبًّا وصار السُّهادُ رفيقي ... الى ملتقاك؟ أيا من تُنادينَ من خلفِ بعدٍ ويسري البعيدُ إلي منتهاك أراودُ صمتي، أحيا الظّلام وأرجو الأماني ولم يُسعِف ... نداك أيا مَن تركتِ الشِّتاءَ سرابًا وعيناكِ نجمٌ توارى وغابا أطلِّي على وحشةٍ لا تغيبُ كأنّكِ غيمٌ بفيض أصابا تداعى الحنينُ بأضلُعِ صدرٍ تجذّرَ في شوقه ثم ذابا وهبّتْ رياحُ الذكرى دُخانًا تثيرُ جراحًا، وتحيي عذابا وأنتِ التي كان قلبي إليها كجذرٍ عميقٍ، وشوقي سحابا غمرتِ المساءَ بظلِّ حنونِ وغلفت دربي سرابًا سرابا فكم قد مررنا بشمسٍ تهدّ وفتحت لي ...