هذا زمان الصعلكة بقلم عبد الجليل العواسي
_ هذا زمان الصّعلكَه _
يا صاحِبي
هذا أنا
عارٍ من الأسماء
جئتك ناسكًا
هلّا سلَلْتَ الأنتَ منّي
و استبحْتَ مناسكَه
بيدِي دروبُ الغيب ترتق غيمَها
بيَقينِ شوقِ التائهين
و حلولِ ذات الكاشفين
و نبوءاتِ اليتامى
خلف هدهدة السنين الْمَهلكَه
يا صاحبي .
لا شيء .. في وطن الزرائب
و العجائب و الرواتب
غير وجهي
و البطولات المذِلّة في الوجوه المُضحِكه
أبناءُ هاتيك الربى
يا صاحبي
هزّوا لناقتهم عُرى البرميلة الأولى
فباتوا مَمْلكَه
.
يتوارثون خطى الأوائل
شعرةً من ذيل " ناقة وائل"
و الآيةَ السبعين من طَـــهَ
و ذكرى السّمكَه
.
و الراحلون إلى هلال الخِصْب
عاد سُرَاتُهم
بالطّينِ من بَرَدَى
و سيفِ الرّافدَين
و قمح أخوة يوسفٍ
و مُباهِلاتِ الأمرَكَه
و أنا هنا
من مغرب الشمسَيْن أتلو آيتي :
يا سابحًا في دمِنا
ما دمُـــنا إنْ تتـركَـــه ...
فاخلعْ جوادك و القوافي
قد سَلخْنا المعركَــه
و ابسط أكفّك حين تصحو
من حوار البـَـرْمـكَه
و اقْطعْ هلالَك نَجمتيْن لــقِبلَتيْن
هما مساؤك
حين تخلو بالسّماء المنهكَه
يا صاحبي
البحر يرمق عابسًا
و ينام إن لم تعْرُكَه .
.. و لنا بصحراء الوجود غوايةٌ
يُغري العقولَ
جنونُها بالصّعلكه .

تعليقات
إرسال تعليق