حسيس الإسار بقلم عمر الغرسلي
*حسيسُ الإسار*
كان كالعصفور قلبي
يسهر الليل الطويل
فوق غصن الانتظارْ
يتغذى من شقوق الشوق موجوع الأغاني
يشتهي الماء من كف السراب
عاشقا فنّ السّفارْ
و أنا في الكون طفل صغير
أغسل الوجه المشوق بمواويل التمنّي
شاهرا نبض التحدّي صوب أهوال القفارْ
أسأل النجم البعيد عن مساءات تراك
في أقاصي الاغتراب
أو بوجدان الحصارْ
و شفاه الرّوح تشتاق حديثا مقمرا
في ليل الغياب ...
تشتهي ضمّ الضياء كلّما عمّ الضّباب
أو كسا الغيم النهارْ
واقف وحدي هنا و هناك
أطلب الاحسان من قلب الحياة
في ربى الحلم العطاشى
و قوى الإقدام في أيدي الفرارْ
ترسم باقات من الجمر على وجه الحنين
و رذاذ الحب مجروح الهطول
عند جسر العاشقين
و أنا أهذي وحيدا بين أنياب الضياع
أحتسي خمر المرارْ
أركب الحزن الجميل لحقول الحسن في عينيك
أهجو البخت صبرا عند أحواش المعاني
دمعتي تهدي المجاز ازدهارا
و دمي يرسل عطرا مستهاما ببقايا الذكريات
في أقصى الفضول
كلما حل الظلام ... و بكى حالي الجدارْ
و بنات العقل تنسجن عناقا مستطابا
في سماء المستحيل ...
تلتقي فيه الأماني و بهار الانتصارْ
كي أرى عينيك على خد الأصيل
تغمران الكون في أعماقي ابتساما
كلّما غنى الفؤاد العليل
من مواويل الفراق فارتوت منه البحارْ
لست أدري ماذا يحدث الآن بقلبي
لست أدري و رؤاي
تجبر الليل الطويل كي يزور
بعض ما أفنى النوى في قلعة
الحلم ...
و الدرب مسجوع بآثار التتارْ
لست أدر ي
كيف أهديك نعيما وارف الإفتئال
خبأته الروح أعواما بصدري
و طريق الوصل هدّتها أعاصير الغياب
فمشاها التيه و الإيهام و الإصطبارْ
لست أدري كيف أحميك و روحي
أدركت بعد الجنون
أنها تحيا السراب المستراب
أنها تحيا الدمار ْ
لا تلومي
فرؤاي اليوم أضناها الفطام المستبد
و نمت فيها زهور من تناهيد الإسارْ
لا تلومي
فاشتياقي عامر بالانتظارات سنينا
و فمي يحيا صماتا
يشبه الأنغام في صوت الكنار ْ
لا تلومي
فزقاق العمر مفروش جفافا
بعد ما هد الفراق قواي
و أنا في الحب مازالت طباعي تسكن الوقت العتيق

تعليقات
إرسال تعليق