بين الجملة والتفصيل بقلمي رؤوف سليمان

في المقهى ....
على صوت موسيقى صاخبة
يراقصني طيف امراة بيضاء
كالحنين...
ثم يدعوني للعشاء
يعلمني مسك الشوكة والسكين
يعلمني كيف تملؤ الاقداح بالأنين
فأنا من نسل البداوة...
وفي البادية عندنا كل شيء بالجملة
الأكل بالجملة..
الحب بالجملة...
الرقص بالجملة...
وحتى الموت عادة ما يكون بالجملة..
هنا...
في مدن الحضارة كما يقولون
يأكلون بالتفصيل..
يحبون بالتفصيل
يموتون بالتفصيل
وحتى الجنس يمارسونه بالتفصيل
بعد العشاء
دعاني الطيف الممتلئ بالحنين
لفنجان شاي...
يملؤون الفناجين...
يضعون السكر
يحرّكون...
يال رتابة التفصيل...
عندنا في البادية ...
نشرب الشاي في طست من الطين
من دون سكر...
علقما بطعم الألم والأنين..
دفعة واحدة لا بالتفصيل...
مع الليل ظل الطيف يجرني اليه
بالتفصيل...
أنا من البادية...
وفي البادية عندنا كل شيء بالجملة
لما أشتد صخب الموسيقى..
عزمت وتوكلت...
حضنت الطيف دفعة واحدة
نكاية  في التفصيل...