اخفض عينيك بقلم سونيا عبداللطيف


على الرّصيف.. كرتون مهمل..
الخطوات تتمهّل..
عينان زرقاوان
منه تطلاّن
توزّعان النظرات
هنا وهناك..
مخالب ناصعة
تبرز فجأة...
جرو قطّ كالظلام
يختلس المواء..
خشية تسمعه الريح الصّماء..
فتعيده إلى قلب الرحى..
خشية أيادي جذوع الأشجار
الجوفاء
تقبض عليه في ازدراء
بلا رحمة.. تلقي به..
في الأماكن القاحلة..
للضّياع..
للضّباع..
عينان زرقاوان...
لون البحر... أم لون السّماء..
في حلكة دامسة أطلّتا
مواء متقطّعا... أطلقتا
كرتون... على الرّصيف..
مواء.. وحفيف..
لا نمل يدبّ..
سوى رعشة الطريق..
الكلاب ماعادت الرفيق..
الصّديق ما عاد الصديق..
فكيف بك أيها الصغير؟
أن تجد قلبا يضمّك
في هذا الزمن العسير..
أن تجد الصّدر الرْحيم
الكلّ في جلباب صمته
يسير..
الكلّ في ثوب الحزن أسير
لا أحد يحمل في جيبه تأشيرة
العيش في مأمن
الجميع يحلم بوطن
فيه دفء.. فيه سكن
فيه حبّ.. فيه شرف
فاخفض عينيك أيها الصغير..
هذا العصر يحيى بلا ضمير..
وضع الإنسان اليوم
خطير.. خطير..
فما بالك بقطيط...
أهملوه... في كرتون...
وتركوه...
للمصير..




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي