يا شعبي بقلم وفاء بوترعة

يا شعبي المفدّى..لقد ذكّرتَني ب"يوليا فاسيليفنا" في قصّة "المغفّلة" للكاتب الرّوسي"انطون شيخوف" .. وذكّرَتْني حكومتي الموقّرة بالمشغِّل الّذي أذاق "يوليا" ظلمه و ابتزازه لها ،، و لم يكن منها إلّا أن تتألّم وتتململ بأدب .. و تعارضه بخشيَة وخنوع ،، بل تسكت في أغلب الأحيان .. يلبسها الضّعف و الخوف و الإنهزامية..لم تطالب" يوليا" براتبها الّذي من حقّها في آخر كلّ شهر .. لم تَحتجْ و لم تتكلّم حين كان (يحَترِفْ وينَتِشْ) هذا الرّاتب بمسمّيات عدّة حتّى بقيَ منه الجزء الضّئيل .. لقد كانت عاجزة بل مغفّلة ... فأراد أن يعلّمها مشغّلها درسا قاسيا ....
آااااه يا شعبي..طبعا و الأكيد ليست حكومتنا هي الّتي ستُفَـهّمنا ما يجب علينا فعله لإصلاح حالنا .. حكومتنا الرّشيدة فقط تسرقنا ،، تُمعن في ابتزازنا وسرقة رواتبنا وثروات البلاد .. حتّى حقّنا في أن نحلم استولت عليه و على أرواحنا وأعراضنا الّتي استُؤمِنت عليها..اغتصبتنا وساعدت من له شرهَ الإغتصاب وحمتهم ....
أمّا نحن ماذا فعلنا ؟؟؟ فقط كنّا "يوليا فاسيليفنا" .. نرتعش نتعرّق نُسَيّل دمعات خجولة .. حتّى حرّية التّعبير التي تركها لنا أولياء أمورنا ليس حبّا فينا ،، إنّما لنَلتهي بالكلام - وما أكثره عندنا- فنحن شعب نقول ما لا نفعله ولا نفعل ما نقوله ويفعل رجال دولتنا "الذين يخافون الله فينا" بفعل كلّ مُهين لنا ....
ما أبشع الظّلم وهضم الحقوق .. لكن الأبشع منه السّكوت على هذا الظّلم و الرّضا به ،، و الأبشع أكثر الضّعف و الإستكانة و الخنوع .. فالسّكوت على الحقّ و على الظّلم شيطان أخرس ..
إنّي أعوذ بالله من رجال دولتي(أستثني الشرفاء منهم) و من كلّ شيطان رجيم..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي