من نكون بقلم عزالدين ااهمامي

مَنْ نَكُونُ
******

هَل نَكُونُ نَحْنُ تَمَامًا بِمَا نَحنُ عَليهِ أصْلًا
. . . . . . . . . . أم هَل نَحنُ غُرَبَاءُ عَن ذَوَاتِنَا وَ زَمَانِنَا.
سُؤَالٌ يُعْيدُنَا لِأيّامِ الطُفُولة و الصِبَا وَتِلكَ البِيئَة التِي نَشَأنَا فِي تُربَتِهَا مُنذُ طُفُولتِنَا سَوَاءٌ أكَانَت رِيفًا حَيثُ رَضَعنَا طَرَاوَةَ التُربَةِ مِن مُلامَسَتِهَا بِأقدَامنَا وَ نَحن حُفَاتًا نَركُض بَينَ الأشْجَار وَفِي الحُقُولِ خَلفَ العَصَافِير وَ الفَرَاشَات لِنُفَرّكَ أجْنِحَتَهَا مَا بَيْنَ السَّبَابَة وَالإبْهَام ، وعِندَ العَطَشِ نَرْتَوِي مِن غَدِيرٍ صَفَاءُ السَّمَاء فِي انسِيَابِ جَدَاوِلِهِ..
 أمْ تُرَاهَا تلكَ المُرَبِيّة القَادِمَة مِن أرْيَافِ الوَطَن حَتَى تَرْعَانَا فِي قُصُورٍ بِجِوَارِ مُدُنٍ نَشَأنَا فِيهَا وَ تَرَعْرَعْنَا وَ كَبِرْنَا عَلَى مَا تَحْمِلهُ  وَمِمَّا عَايَشَتهُ لِتَزْرَعَ فِينَا حُبَّكَ يَا وَطَنْ، أمْ هِي خَرْبَشَات صَقَلتْهَا فِينَا سَنَوَاتُ الدِرَاسَةِ وَ مَسِيرَةُ البَحثِ عَنْ الذَّات وَعَن الغَائِب المَنشُود فِي زَمَنٍ التَهَمَ فِيهِ الرَّصِيف خُطَانَا و تَحَمّلتْنَا الشَوارِع فِي رِحْلةِ البَحْثِ عَنَّا لإعَادَةِ نَحْت شَخْصِيَّاتِنَا مِن جَدِيد..
مَعَ مُرُور السِنِين لنْ نَكُونَ نَحْنُ تَمَامًا بِمَا نَحْنُ عَليْهِ أصْلًا، بَل نَحْنُ غُرَبَاءُ عَن الحَيْزِ المَرْئِي مِن شَخْصِيّتِنَا وَضِمْنَ قَوَالِبَ جَاهِزَة لَا صِلَةَ لهَا بِالوَطنِ الأمْ، وَتَبْدُو ظَاهِرَة للعِيَان مَنْظُومَةَ العَمَالةِ القَاسِيّة لِأنَّهَا قَائِمَة عَلى العُنف، تَحْكُمُهَا ثُنَائِيَّات العُمَلاء الأكْثَرُ وَلَاءً لأسْيَادهم، وَالتِي تُنَفَذُ دونَ تَرَدّدٍ وَ لا تَرَمْرُمٍ وَتَخْضَعُ لإرَادَةِ الأجْنَبِيّ وَمَصَالِحِهِ حَيثُ لَا مَجَالَ لِلخُرُوجِ عَن طَّوْعِ أولِي الأمْرِ أوْ التَقْصِير فِي القِيَامِ بِالمَهَام المُنَاطَ بِعُهْدة ِ مَن بَاعُوا الضَمِيرَ قَبلَ الوَطَن لِأنّ المَصِير مَحْتُوم عِندَ أولِي الأمْرِ وَ النِهَايَات مُسَطَرَة ألَا وَهْيَ التَصّْفِيّة الجَسَدِيّة بِلا رَحْمَةٍ ، وَيُصْبِحُ البَقَاء عَلى قَيْدِ الحَيَاة مِنّةٌ أو مِنْحَة يَجُودُ بِهَا وَتَرتَبِطُ أسَاسًا بِمَدَى الإِخْلَاص لِلأجْنَبِي وَأدَاءِ المَهَام المَوْكُلة لِعُمَلائِهم فِي وطَنِنَا العَرَبِي الغَالِي..
*****


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي