نص مهمل بقلم محجوب نصيبي
تكوّر في معطفه .كان المطر يزداد عنفا و كانت قطرات الماء تدك اوراق الشجرة العظيمة التي احتمى بها و تخترقها باحثة عن موطئ بين المعطف و اللحم لتغلغل الى العظم.مر الوقت كأنه دهر . ارتفع صوت الريح المتخفي برداء الليل المتهالك فلم يستطع ان يمنع نفسه من الهروب الى "جدار متشقق" صغير ملحق بمسكن قديم...السيجارة و دخانها و "زئير" الريح و انوار الشارع اليتيم يقسم القرية الى نصفين وتمايل الشجرات الثلاث الرّاكنة الى أضواء خافتة تهز حجب السواد و الطريق الممدّد على يمينه خاليا الا من بعض الشاحنات المسافرة المختصمة لشدة التدافع...الاغصان المتطايرة بعنف تلتوي وتتكسر و شبابيك المسكن "مضطربة" اجزاؤها رغم انها محكمة القفل...كل ذلك لم يمنعه من متعة الجلوس في هدوء ...متلذذا لسع برد يصّاعد اليه مخترقا معطفه الطويل... و لم يفلح صوت منبه في اخراجه من عالمه المتفجر ولا اضواء سيارة تتوقف أمامه و شعر بيد تشده من كتفيه و تهزه هزا و شم رائحة انفاس تلفحه فانتبه فاذا وجه يعرفه يلتصق بوجهه و ينظر في عينيه وهو يصرخ "عجّل يا رجل.أزف الوقت"...

تعليقات
إرسال تعليق