حكاية ، مجرد حكاية بقلم زبيدة محمد العرفاوي


نمت لعشرين عاما
و عندما استيقظت
وجدتُ أبنائي
قد هجروا الكهف
و سمعتُ احفادي
يغنّون أشعارا عربية
بأصوات لاتينية
فُجعت
خطر لي
انني أجري في مكاني
منذ عشرين عاما
قلت :
لا فائدة من الجري الآن
سأسير على مهل
.....
حاملةً ثقل الظلمة
المعششة في الكهف
سرت..
أنتم لا ترونني
أحفادي لا يعرفونني
أبنائي..
فقدوا ذاكرتهم منذ
هجروا المكان
اشتعل الرّأس شيبا
و الحزن الذي
أيقظه الطريق
سيطفئه الطريق
نمتُ لعشرين عاما
سرتُ عشرينا اخرى
على مهل
و عندما توقّفت
لأنظُر ورائي
رأيتُ حشودا
من بُعدٍ فاجع
تزحف خلفي
و خلفها رأيتُ احفادي
و من خلفهم أبنائي
الجميع يلوّحون لي
و يغنون شعرا
لا أفهمه
بأصوات عربية
لامباليةً
هممتُ بالسير من جديد
لكني وجدته واقفا امامي
رجلا مرتفعا كالجبال
قال :
أنا خالد
تعاليْ سأحملك على اكتافي
و أتمّم بك الطريق
رفعني الى السماء كريشة
كنت أضحك
لم أفهم شعوري
سألته :
أهذا هو شعور الارتفاع؟
أنت مرتفع جدّا
أينتابك طول الوقت
هذا الشعور؟
ضحك و هزّني
هزّني
هزّني
لألامس في كلّ مرّة
نجمًا
و أعود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي