من أباح القبح في بدر لبنان بقلم عمر الغرسلي
رأيتُ النّارَ تجتاحُ بيروتَ
فخدِرتْ يدٌ صافحت في قرطاجَ مرسالَ
وانصدعتْ أذْنٌ تحبّ فيروزَ
وبكت روحٌ تحبّ جبرانَ
كأنّي أرى بغدادَ في الشام تحترقُ
والحسنُ يسْتعطفُ القبحَ في بدرِ لبنانَ
فالمؤامرةُ تأتي انفجارا عنيفا
أو حادثا عرضيّأ مفخّخا
كيْ يُبرِّأ الأعداءَ
كي ينصفَ الطّغيانَ
كأنّي لسانيَ مفقودٌ
وهذا الحلْق مستعرٌ
ورائحة الكلام الحبيس تدهسُ في فمي الأسنانَ
فحالُنا تؤلمُ الصّخرَ في منابته
والصّمتُ في حضرة القهرِ يُورثُ العدميةَ...
يُورثُ التأزّمَ ...يورثُ الخسرانَ
كأنّني أحتاج بعض الصّواريخ
لأخرُجَ منْ ضيقي قليلاً
فلنْ نتأوّه بعدها...
ولنْ نتنفّسَ الأحزانَ
فدويُّ الفواجعٍ في بيروتَ أهلكني...
أعادَ لخارطةِ العروبة طقسها الخائبَ
كيْ نفقدَ الموقفَ النبراسَ...
ونعلنَ اكتشافنا للسكينةِ
كيْ نُؤلِّهَ النسيانَ
وهذا التّشتُّتُ القائمُ في أمّتي
يذبحُ أخلاقَ المروءةِ
يسجنُ هممَ العلماءِ
يسْتصْغرُ في تاريخنا المبدعَ
يسْتصغرُ الإنسانَ
كأنّ الجريمةَ تقصدُ غزّةَ...
تقصد القدسَ المقدّسَ
كأنّها تقصدُ الشامَ العظيمَ
كي تضعفَ الإيمانَ
وهذاالتأملُ المتحاذقُ يتقيأُ على قلقى
وهذي الهزائمُ المتلاحقةُ تتلاطم في مرفإ الخَلدِ
تلحِقُ عارًا عاهرًا بذاكرتي
وتقتلُ بأعماقنا الفراسةَ والحماسةَ والتِّحنانَ
و هذا أنا لا أملكُ قبْضةَ الأقدارِ
كيْ أزرعَ السلمَ في أرضنا
أو أسعدَ الإنسانَ
فمعذرةً بيروت.. .
إنْ لمْ أعلن الحربَ على قاتلي
فالسندُ الغيورُ قدْ ماتَ شهيدًا
والقممُ العربيّةُ كالزّرائبِ...
تجمع الأبقارَوالخرْفانَ
فمنْ يوقظ المجدَ منْ غفواتهِ
كيْ نعودَ لنا...
كي نثُورَ على الموْتِ المرابطِ في أعماقنا
كي نصبحَ سادةَ الأرضِ

تعليقات
إرسال تعليق