هل انت حبيبتي بقلم رؤوف سليمان



كيف شاء القدر
أن أجلس إليك...
وحين نظرت في عينيك
رأيت جحافل الهلاليين
تحاصر قريتي..
سمعت الجازية تقول...
أحرقوهم جميعا...
دكوا خيامهم...
يتموا أطفالهم...
هاتوا نساءهم سبايا....

حين نظرت في عينيك
رأيت كسيلة يطعن طارقا
والسيف كان مسموما
يسقط طارق مضرجا..
لكن الحق لا يسقط...

حين نظرت في عينيك
رأيت المعز يغادر المهدية...
تاركا العذراء الذئاب البشرية
مخلفا وراءه الجمال والبحر
مدينة تدفن عشاقها على الشاطىء

حين نظرت في عينيك
لمحت جيش المستعمر يحاصر القصر
الباي كان ينتقي جارية ليضاجعها الليلة
يبحث في النساء على عيون تركية..
يفتش عن نهدي فتاة شامية..

حين نظرت في عينيك...
رأيت شعبا تائها...
لا يدري مالقضية..
فساد وصراع على الكراسي...
لم يتركوا لك كحلا ولا أحمر شفاه
للزينة والغواية...

حين نظرت في عينيك
لم أعرفك...
من فرط ما رسم الزمان في عينيك
هل انت حبيبتي....
أم أنت كتاب فاقد للهوية


فوشانة 21 يوليو 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي