كيف تكون بقلم نجيب فتاحي


وسط هسهسة الذوبان ؛
وطقطقة النيران ؛
عندما لم يكن هناك ،
سوى الفراغ
تشكلت البقرة أودهومبلا *
وبسبب سيرها المتثائب ،
على الجليد والنّار
أوكلوا أربعة أقزام حملها ؟
فقاموا بتشكيل العالم الجديد ،
على جثتها ؟
خلقوا محيطات من دمائها..
و مائدة من جلدها وعضلاتها..
وشعبا من فضلاتها..
ولتسيير عملية اللّيل والنهار
خلقوا كائنات لا مرئية ،
تبث خرافاتهم؛
تتكاثر وتخفي لعناتهم؛
فكان هذا العالم لا يحمي نفسه!!!!
الامتداد الشخصي ،
للفوضى البدائية ،
التّي انتشرت حوله؛
بعيدا كل البعد
لا يحمي سرّها
لتكون ملحمة ،
تحتها ينبوع
يعطي الحياة في قصيدة
أسفل كلّ جذر
بل شتاءات مستمرة بدون صيف
ووحوش زاحفة
تقطرّت من السموم
وانفصلت عن طينها
بمعنى الضرر
وقطع رؤوس البشر
إذا هي واحدة
على أذن أحد الأحصنة،
وواحدة على حوافر الآخر،
قوتها بالغة
لأن أصلها الفوضى
ليأتي النظام
ولا يركبها الأقزام
تفتق إن كانت رتقا 
لتصعد وتصبح شمسا
✍نجيب فتّاحي

هوامش:

البقرة  أودهومبلا :
ذكرت في الأساطير الإسكندنافية مع بداية خلق العالم
يقال أنّها ولدت مع استمرار ذوبان الجليد تشكلت ، وأوكل حملها لأربعة أقزام... وما لحق ذلك من دمار جرّاء تصارع  الألهة والعمالقة...

*الفتق :
الفتق والرتق علامة كبرى للخلق والإنبعاث
يقول الله سبحانه  :
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
ولغويا فتقه أي شقَّه، وهاتين الكلمتين تُستخدمان مع النسيج، فعندما يمزق النسيج ويباعد بين خيوطه نقول (فتق الثوب)، والرتق هو العكس، أي جمع وضم هذا النسيج.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي