تونس المسكونة بقلم نجيب فتاحي
"تونس المسكونة"
بسم الله الرّحمان الرّحيم؛
أعوذُ به من جلد الثور الممسُوسِ الرجيم؛
ومن معاهدة عليسة والكهنوت في معبد عشتروت؛
وشعيرة *البغاءِ المقدس*
وشرّ الشرْق القديم؛
يوم علمت بناتنا :
أن يهِبنا الغريب ويترُكنا الحبيب...
بعد أن عجزت الحضور في صور؛
ركبت البُحُور؛
مع باغيات من كل العصُور؛
حدث عنهم *هِيرُوُدُوُتْ :
في كتابه المشهور؛
في الفصل التَّاسِع والتّسْعِين؛
من سَفره الأول المبين ؛
إن أكبر المخزيات شعيرتهم التقليدية!!
أن تجامع كل إمراة غبية في معبد الألوهية :
من كل الجِهات؛
وهنّ جماعات؛
مُقبلاتٍ مغادرات
وبين امرأة وأخرى ممرّات؛
يشقها الغرباء مرات،
ليلقوا عليهم النُّقود وهنّ راضيات ؛
وبعد سفر طويل :
في ثَغر من ثُغور !!
جبل بعل ذي القرنين؛
لجأت المُثيرة لحيلة؛
ولم يظن أهلُ القبيلة؛
الأميرةَ شريرة ؛
فطوقت أرضهم بالتَّقطيع.....!!
بجلد ثورها المريع..؟!!
بعد أن رفض بقاءها الجميع..
ولما أحبها ملك المكسويين *يَرْبِصْ*
وقال لها :
أنا إبن هذه الأرض ؛
تعالي معا نهمس؛
هيأت له عرسا المحرقة؛
جرَّدت سيفها المُؤجَّجَة!!
وأغمدته في صدرها؛
وقالت :
أنا الضحية المُقَدَّسَة ؛
سميتها قَرْتْ حَدَشِتْ المُكَرَّمَة ؛
على أبناء بلدك
مُحَرَّمَة.....مُحَرَّمَة.....مُحَرَّمَة
✍نجيب فتاحي //تونس
#هوامش
#البغاء #المقدس والباغيات جواري عليسة :
وقبل أن يوجه الأسطول الجؤجؤ نحو غربي المتوسط، ألقى مراسيه في جزيرة قبرص وفيها عقدت الأميرة معاهدة مع رئيس الكهنوت في معبد آلهة الجمال عشترت،
فبمقتضى اتفاق تمّ الوصول اليه بعد مفاوضات جادّة، انضم رئيس كهنوت عشترت وبيته الى رفاق الأميرة كما انضافت اليهم فتيات تمّ اختطافهن على شاطئ الجزيرة حيث كنّ يؤدين شعيرة *البغاء المقدّس* كما تقتضيه طقوس الآلهة عشترت، وهي شعيرة تحدّث مؤرخون كثيرون عنها، وهي من الشعائر المعروفة لدى عديد الشعوب.
وقد ورد في الفصل التاسع والتسعين بعد المائة من السفر الأول من تاريخ هيرودوتس وهو كالتالي: « في القديم تقيم كل امرأة في معبد مرّة في حياتها وتجامع غريبا أيّا كان.
وأن لا تعود إلى بيتها قبل أن يلقي أحد الغرباء نقودا على ركبتيها، وتزاوجه داخل الفضاء المقدس.
*خدعة #عليسة لسكان الأصليين لتونس تقطيع جلد الثور!!!
ولمّا كان الأهليون يخشون مكوث دخلاء غرباء في ربوعهم، لجأت الأميرة الى حيلة جلد الثور وتتمثل في طلب تناء قطعة أرض لا تتجاوز مساحتها ما يغطيه جلد الثور،
وما أن تمّ الاتفاق حتى بادرت عليسة بتقطيع جلد الثّور سيرا رقيقا طويلا مكّنها من تسييج مساحة كافية لإقامة مستوطنة فسيحة الأرجاء، ولعلّها بجلد الثور طوّقت الربوة التي ستتخذها أطما يشرف على المستوطنة ويكون لسكّانها ملجأ عند الاقتضاء.
#الملك *يربص* وإنتحار *عليسة*
وكان من بينهم يربص Hiarbas وهو ملك قبيلة المكسويين، فما أن بانت الأميرة حتى افتتن بجمالها المشرقي المشرق وأصبح مسكونا بعشقها لا يفكّر إلاّ فيها وفي الزّواج بها، فأرسل الى قرطاج يطلب عشرة من أعيان سكان ولمّا مثّلوا بين يديه أعرب لهم عما يخالجه متحدثا عن حبه لعليسة وعن عزمه على الزواج بها،
ثمّ بعد مماطلة جمعت بين الوعود المغرية والذرائع الماكرة، هيأت الأميرة عليسة محرقة مُدعيّة أنها تبغي تقديم قربان حذو مقرّ سكناها، ولمّا تجمع الناس يترقبونها خرجت من بيتها وانبرت على منصّة تشرف على الأطيمة، وقالت إنّها ستلتحق بروح زوجها مخلصة لذكراه، ثّم أغمدت في صدرها وارتمت في نار الأطيم المؤججة ضحية مقدّسة..
تعليقات
إرسال تعليق