هكذا بقلم الأستاذ والأديب والشاعر أحمد بو قراعة


هكذا..؟
اسْتَعدي يَا بلَادًا للْمحَنْ
سَوْفَ تَأتيك -أَبْعَدَ اللهُ- المِحَنْ
مَا أرى إِلّا جَحِيمًا فَاتِحًا أَبْوابَ نَارٍ تَسْتَعِرْ
مَا أَرَى غَيْرَ صَفِيحٍ مِنْ جَحِيمٍ قَدْ نَزَلْ
عَاصِفًا يَأْتِي بِرِيحٍ صَرْصَرٍ تَعْمِي البَصَرْ
لَيْسَ يَسْطِيعُ خَلَاصًا مِنْ لَظاهَا
غَيْرَ بَيَّاعِي الرِّقَابِ لِحُرُوبٍ تَشْتَعِلْ
لَيْسَ يَسْطِيعُ خَلَاصًا غَيْرَ عَاتٍ مُقْتَدِرْ
غَيْرَ أَكّالِي الوَطَنْ
مَا لِمِثْلِي -ما لَدَيْهِ غَيْرَ وَجهِ اللهِ يَرْجُو-
مَهْرَب آوِي إِلَيْهِ مِنْ رَحًى تَرْحِي النُّفُوسَ وَ العَمَارْ
لِي بُنَيَّاتٌ صِغَارٌ بِعْتُ عُمرًا أَبْتنِيهُنَّ وَ دَارْ
مَا لِمِثْلِي - لَوْ أَتَاهُنَّ الشِّتَاء -يَنْزَعُ كُلَّ الدِّثَار
لَوْ أَتَى عَصْفٌ وَ قَصْفٌ زَعْزَعَا الأَمْنَ بِنَار
مَا لِمثْلِي- قُوَّة غَيْرَ البُكَاء - كَيْفَ نَنْجُو
...................................
يَا بِلَادًا اسْتَعدِّي للمِحَنْ
مَا أرَى إِلّا سِبَاقًا لِلْفِتَنْ
مَا أَرَى إِلّا لُصُوصًا و فُصُوصًا فِي عُيُونٍ تَشْتَعِلْ
وَ قُلُوبًا كَيْفَ تَزْهُو للخَراب
وَ رُؤُوسًا تَحْبُكُ الفَوْضَى بِمَكْرٍ وَ حِيَلْ
ذَا بِدِينٍ ، يَزْعَمُ للدِّينِ نَجْمًا قَدْ أَفَلْ
يُشْعِلُ فِي المُسْلِمينَ حرْبَ كُفَّارِ قُريْش
حَرْبَ كُفَّارِ الأُوَلْ
ذاكَ مِنْ دِينٍ تَحَلَّلْ
آخَرُونْ........
لَوْ عَلَى الرّأْسِ بِفِلْسٍ صَاحَ بَيَّاعُو الكُتُبْ
لَيْسَ فيهم-لَعْنَةُ الله عليهم- مِنْعُلُومٍ أَوْ أَدَبْ
مِثْلَ فَلْقٍ مِنْ صُخُورٍ قَدْ جَثَوْ فَوْقَ الصّدور
يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ يُلْقُونَ العِظَامَ للَّهَبْ
يَا بِلَادًا اسْتَعِدّي ..
فِيكِ أشْباهُ رِجَالٍ لَا يُحِبُّونَ الوطَنْ
.......................................
يَا بِلَادًا اسْتَعِدِّي لِلْمِحَنْ
مَا أَرَى غَيْرَ لَيَالٍ شَاتِيَاتٍ عاصفات حاميات
أمْلأُ الأبْصَارَ عَلِّي بَعِْدَ هَدْمٍ و خَرَاب
أَذْكُرُ بَيْتًا جَميلًا كَانَ لِي فِيهِ السَّكَنْ
كَانَلِي فِيهِ صِغَارٌ و طَعامٌ و شَراب
كَانَ لِي فِيهِ حَبيبُ يَسْكُنُ فِي مُقْلَتِي
و الرِّفَاقُ حِينَ أَلْقاهُم أُسَرُّ و الصِّحَاب
كَانَ لُقْيَانَا حَدِيثًا كَالغَزَلْ
أَذْكُرُ....
عَلَّنِي إِنْ شَابَ قلْبِي مِنْ مِحَنْ
أذْكُرُ كَيْفَ ذَاكَ الكُلُّ غَابَ واضْمَحَلّْ
يَا بِلَادِي يَلْعَنُ اللهُ الفِتَنْ ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي