على غير العادة بقلم ناجي العلي محمد المنصري

على غير عادته :

كلمني صاحبي ثملا ..ما تعود ان يثمل من دوني ..استعجلني فجمعتني في زمن لم يقدّر وكنت عنده...الطقس  غاضب  والحرارة قائضة ربما ثمل صاحبي من شدة الحر هكذا حدثت نفسي ..وصلت طلب مني الانتظار ..لم يكن كعادته ..حمل دفتره المهترئ ومعطفه ..

سألته : معطف في هذا الجوّ ؟ 

رمقني وطلب ان نخرج لوجهتنا ...الحانة الحديثة ..هي الحانة الحديثة الا من طاولتنا ..كان صاحبي اوصى ان لا تغيّر ..فلم تكن مجرّد طاولة ...كانت تحمل خربشات بكل مراحل العمر ..هناك في ركن قصيّ ركننا ..انتصبت طاولتنا القديمة شامخة ..

كان الضوء خافتا حدّ الظلمة ..ما كنا نحتاج انوارا ..الفنا ادورارنا والطاولة ...الفنا كؤوسنا والقارورة ...الفنا النادل والنادلة الفتنا ...

تعود صاحبي ان يكلمني بعد الكأس الرابعة ...وتعودت ان اشعل سيجارتي في الكأس الخامسة ...اشعلت سيجارتي وما كلمني صاحبي..غصت فيها قبلتها قبلتني ..لاعبتها فتراقصت طربا ...وملأت كوني بخورا تنتشي له الانفاس ...ملأت رئتيّ بعبق انفاسها الملتهبة ...نظرت لصاحبي الواجم ..ما كلمني بل اخرج ما بدا لي مقدّسا !!!!! أأنا اتوهم ؟؟؟

فمقدسي مقدّسه ..

قال : 

أرأيت هذا ؟ 

-نعم ..نعم .

-قرأت النحل ..والعنكبوت والنمل ...قرأت كل الايات ...الا واحدة ...

-الا واحدة ؟ كان ذاك سؤالي .

-نعم أجاب وقد أومأ فقط ...

خجلت أن أسأل أي الايات ترك..خجلت ان انبهه انه يرتكب معصية فنحن في قلب المعصية وصاحبي متمرد رغم الايمان ...

صببتني في كأس كأسين ..ثلاثون ...وكان صاحبي يقرأ الاية الناقصة ...هكذا خيّل اليّ..أو هكذا فعل ...ما عدت اميز جدا ...

-هيا يكفي ..هكذا حدثني بحزم ...قلبت القارورة ...وحملت كأسي الفارغ الا من احزاني واحلام ربما تتحقق ..

قلت : أأنت صاحبي ؟

-بلى..

أأنت أنت ؟؟

-أجل قالها بحدة ..لم أستسغ حدّته ورحت أنشد...نحن نحن نعم ..نحن نحن نعم ..نحن نحن نعم ..أنشدت ولم يكن للنشيد نغم ..


حملني صاحبي وتناسى المعطف ...المعطف تعود المكان هكذا قال ..طلبت منه ان يمضي بدلا مني ..فقال :

نحن هنا نحن النغم ...نحن النشيد نحن الوطن ...

هممت بالخروج ..سألني : هل انتهيت صاحبي ؟

لم افكر ..أجبت : 

قف لن أنتهي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي