هذه العصورة أفقدوها الذاكرة بقلم الشاعر عبدالعزيز هلال



سلحفاةٌ، سلحفاةْ

كلما ناديتها

أرجع صوتي الصدى

وهي تمضي لا تبالي

لست أدري نحو حلم أم خيال


سلحفاةٌ نائمةْ

مذْ كساها الثلج تهذي

بالليالي القائظةْ

بالوجوهِ، بالعيون الحالمةْ

بالشفاهِ والقبلْ

والتباشير الأولْ

تحلم بالانتفاضةْ

وارتجاجات الولادةْ

والعهود القادمةْ


سلحفاة هزها شوق بعيدْ

هل تراها سوف تمضي أم تعودْ 

من زمان ترتدي كل القيودْ

منذ بدء العاصفةْ

فاستحال البيت ثوبا من جليدْ 

يحجب أسرارها واستمرت عاجزةْ

لا ترى أورامها

سلحفاة تائهةْ


سلحفاة تبطئ الخطو عنيدةْ

أوهموها بالربيع والتضاريس الجديدةْ

واستوى الطير يقولُ:

انظري يا سلحفاةْ

انظري هذا النماءْ

سوف تطوين الزمانَ

نحو آفاق الخلودِ

نحو حلم من ضياءْ


سلحفاةٌ غرها قول الغرابْ

فارتمت في حضنه

واستعدت للعذابْ

وهي تهذي تائهةْ

أهدني يا سيدي ...

لذة لا تنتهي...

واشرب الآن رحيقا

سلسبيلا من دمي...

وارتو من فتنتي.


سلحفاةٌ حائرةْ

أفقدوها الذاكرةْ

ثم راحوا ينشدون

أغنيات ساخرةْ: 

كانت العصفورةُ تمرح في الجو حرةْ

تعزف ألحانها

تملأ الكون مسرةْ

ثم أرسلنا إليها

ريحنا القطبيةَ

فاستكانت نائمةْ


سلحفاةٌ، سلحفاةْ

حطمي هذي القيودْ

واعبري كل الحدودْ

واستعيدي الذاكرةْ

واخلعي ما ألبسوك...

لن تكوني عاهرةْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي