أهازيج السيــد العــالق بقلم الكاتب والشاعر عمار العوني


***أهازيج السيد العالق***

مازال الصبح بعيدا..أوليس الصبح بقريب؟؟

النوم لا يأتي لذي الحضن الفارغ والرأس التي هجرتها الخطاطيف..وان الى حين..باركونتر ثمة خطاف وحيد على الضفة الأخرى من الحنين يجيد صنع الربيع..و يوشي ليلة الاخر بالنمنمات..يصنعها على عجل كما يروق المحبين..اسمع في الجوار مواويل لليالي العاشقة تتردد عبر تموجات تلغي الأنين..أنين الشيوخ الطاعنين الحالمين على فرش النوم بورد أو بظله.. بياسمين أو بعطره..بنحل او بعسله المصفى..شفاء الشاربين ..ينهض في هدأة الليل نحل..يتنحنح في الرئتين ثم يمضي الى أحلام الفتى الغارق في تفاحة الإثم هناك خلف الساتر الشاف ..يؤويه..يلغي ما يمنع صفوه..يدفع عنه الكرى لكي لا يستكين.

       وأسمع موسيقى نحاسية هنا تنبعث من ركن جبانة الغرباء.في الحقيقة،جبانة الغرباء مقبرة الاستعارات والأحاسيس المتفردة..للمشاعر الملتفعة بعطر خرافي نابع من رجفتين في افق رجراج..وهي مأوى الحالمين بحضن انطبق سهوا..انطبق غصبا..انطبق رغبة محمومة على جسد يقطر عسلا..يقطر خمرا..أو..لا...يقطر اصلا..انما لساعة الغفلة حين.

   الصبح مازال بعيدا هنا لأن التي ستصنعه تنام كما قطة بين أفراح سيدها النار سريعا الى النوم..السيد الملتاع مثلي قفز من شباك رغبته وحط على عناب خديها و حبات  اللجين ثم استكان على زندها فعاد عجينا قديما.

   الليل هجين هنا..شكل غير مهذب لروح سيئة التوزيع على هذا المدى..ينفث دخان سجائره التي تترى ..يلوح بساعته العاطلة في وجهه..يتهجى قضاءه وأقدار الليل الزنيم..لا نجم واحد يبثه هسهساته..لا يرى غير هباب الوقت في دفتر المقت..قواقع ..حلازين..واشكال على هيأة النحل والفراش..شخوص تغادر الأبهة ..تلوك أغان قديمة من عصور الإنحطاط أو هي اقدم عهدا..موسيقى جنائزية تحرك في النفس الجائسة هلوسات من كل الأحجام..هلوسات تمرق من سديم الساهرين..وبكل لون لترقط حزن هذا الكائن الليلي اللولبي بما يساوي خساراته على مر الحنين..يومض الأنين ..أنين المغادر سحنته..أنين المجانب للحق الطبيعي في رؤية الأشياء على حقيقتها..رؤية الأشياء في أماكنها..رؤية النحل عند الانسان البدائي..و تنهيد الحجل..انما الدنيا فوات..انما الوقت زفوف وأفراح الرعاة بطيئة مثل خطو اخر البدو الثقيل..ذلك الخطو المكتوي بلظى رياح الصبوات.

الليل الطويل عكس الليل القصير..لا ريب..والصبح الذي لا يطل هنايمرق كل حين هناك..يرنق العصفور في جسدي لكنه لا يطير..ثقل الجسد..كومة الدمل والأشواك والأحزان والأشواق والذكريات السانحة..غربة الروح في وحدة الروح على نهنهة الروح تسيح..لذات الحكومة التي لا تعلمها لا يمر الليل..و لعلة في رأسي لا أفهم نفور الصباح..فيا ايها النائمون 

هناك على أحزاننا المتماوجة توبوا قليلا..عودوا الى أول الليل..ورصوا بين اهدابكم هذا المريد لكي لا ينقضي ليلكم كئيبا كليل الفتى و يبقى ضوء الصباح غريبا على هذي السفوح.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي