الحب حرية بقلم الاستاذ زياد صميدة
في البدء تردّدت، أردت أن أستجمع قواي لأصارحه بمشاعري. نظرت إليه في عينيه مباشرة، رأيت فيهما انتظاراً لكلمة قلتها بنظرات عينيّ لا بلساني.
كنت أعرف أنّه لن يصدّق تصريحي ذاك، إذ اعتاد صمتي، وهدوئي المفرط فيه.
قال: "أعرف ما تريدين البوح به."
قلت: "لست تعرف شيئاً."
قال بثقة: "أنا حبّك الوحيد."
قلت بحدّة: "أكرهك... ببساطة، لأنّك لا تستحقّ الحبّ. من يعتقد أنّ الحبّ امتلاك حدّ الذّوبان لم يعرف الحبّ يوماً."
ردّ على كلامي بهدوء: "ومن يعتقد مثلما تعتقدين لم يعرف معنى الحبّ أبداً."
صحت في وجهه: "هكذا أنتم الرّجال تصوّرون لأنفسكم أنّ الحبّ امتلاك لتبرّروا كلّ ما تفعلونه. من يحبّ، حقّا، لا يبحث عن امتلاك الطّرف الآخر. فالتملّك يقتل حبّ الحبيب."
قال جازماً: "هذا غير صحيح."
قاطعته قائلة: "إذا لم يعبّر الحبّ عن الحريّة سيموت الحبّ. في الأصل، الحبّ هو صراع بين حرّيتين متضادّتين، ذلك أنّ الحبّ ليس انصهاراً، ولا عاطفة، بل هو حريّة. هذا يعني، أنّه علينا ألاّ نحبّ إلاّ حريّة الآخر، لا أن نجعله موضوعاً لنا نريد امتلاكه مثلما نمتلك الأشياء. سمِّ تلك المشاعر ما شئت ولكن لا تسمّها حبّا."
تململ في مكانه، وأراد أن يجادلني. حينها، وقفت من مكاني، وقلت: "ابحث عن حريّتك ستجد الحبّ.".
ثمّ غادرته.
تعليقات
إرسال تعليق