"الذئب الوحيد" أحلام البجاوي


أَرْسُمُنِي بالوجع ..
يَرسُمنِي الانسان الضئيل في داخلي كذِئبٍ شريد ..
هذه المساحات السوداء أرضي ...
هذا قطيعي على أطلال المجهول ..
يرتحل دون التفات ...
أنا ذئب وحيد ..
سئمت عواء البشر ...
بينما تأخرت عني الحياة ...بحثت طويلا عن كونيتي ..
أحيانا أنا "أكون" :
غبارًا...دخانًا ..
أحترق على مشارف خوفي
..أنا عِبارةٌ عن أنقاض ..
أحيانا لا "أكون" :
ينهار جَلِيدِي ..
فأتمسك بنفسي قبل الذوبان ..
لا أعرف متى صرت ذئبًا ...
لكن هذا الثوب الآدمي المهترئَ تحت أنسجتي ..
يُغضِبُ ظِلال الليل .. 
ويُغضِبُني..

أنا ذئب وحيد...
صوتي في جوف العتمة يشي بالآسى ..
يُفزِع صِغَار الجِنّ...
مُقلَتي تَسرِقُ من القَمر السَنَا ..
تبكي...
تنكسر أنفاسي أمام الظل ..
..فأكَشِّرُ عن أنيابي ...
لأُخفي دويّ الألم ..
وأنياب الظلام تنهشني ..
بينما تخلت عني المفردات..أجوع... فأصطاد من أرغفة الجنون ..
في الليل أنا "أهذي" :
أهمس للقبور المرّخمة ..أصلي للأموات ..
بالنسيان...
في النهار تَحكمنِي نداءات القلب :
أُنشِدُ للبحرِ ..للصخرِ وللقصِيد ..
أُنَازع وحدتي بالهذيان ..
أتبع أبواب الغد نحو الدِيَّار ..

فسافر في دمي أيها الذئبُ
في ظلِّ روحي.. 
و كِنَايَات الطريق ..
ونادي باسم الخبز وباسم الموت ..
باسم النهر الحزين ..
أن هكذا تغتال الأحلام الإنسان 
تلعنه الرفات ...
هكذا يجرح جسد الريح ظل الوتر ..
هكذا تولد الذئاب ..
من عمق الخراب ..
وتسير قسرا وراء قطيع البشر .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شتوية ما كيفهاش جزء 1 بقلم رؤوف سليمان

حكايتنا بقلم سمير الفرحاني

أنا البحر بقلم عماد إيلاهي